منذ وجود الإنسان في أجملِ لوحةٍ شاهدها الكون والوجود، على هذه الأرض الفائقة للروعه والخيال، التي تجوب السماء منذ عصورٍ ودهور كماسةٍ زرقاء، بريقها يسُر كل الناظرين، وجمالها يَسحَرُ كل العيون، وحُبَها يملأُ كل القلوب، وكنوزها تَغري كل العقول.

والإنسان منذ وجوده هو نفسه، لم تُغيره آلاف العصور والعلوم، لكي يرتقي ويتنغم مع الجميع في لحن الوجود، وبدلاً من ذلك، سَحَرَتهُ أوهامه وفَتَنَتهُ أحاسيسه ومَزَقتهُ آلامه، التي صنعها لنفسه ولغيره بلا استراحةٍ ولا انقطاع.

وحَولَ نفسه إلى وحشٍ ضار، يجوب السماء على مَرأى ومسمعٍ من كل شيءٍ عاش في الوجود، بلا معنى في حياته لعشق فن الوجود، تاركاً ورائه آلاف السنين واكثر في بحورٍ من المعاناةِ والعذاب المرير.

وهذا مازال ما يودَه ويفعله، ظنً منه بأن تلك هي طبيعته ومصيره، وبأنه لا يوجد هناك، من هذا الحال من مفرٍ إلى سبيلٍ آخر، مُوهماً نفسه بانه هو الأجمل والأَعز والأهم من بين الجميع، ناسياً بأنه إحدى أصغر الأشياء في الوجود وأقلها قيمة.

دَمَرَهُ شَرُه وعَذَبَ نفسه وغيره، حقيقةٌ مُره رواها كل الشهود، وكلما ازداد تطورا كلما زاد شَرُه و ضرره للجميع، تاركاً خلف خطاه آلاف الكائنات في عذابٍ مهينٍ وسحيق، غَرَتهُ نفسه وعَمَتهُ عن الحقيقة حتى أصبح يظن بانه بريء وبأن الكل من حولهِ مخطإٍ عظيم، حتى جاءت الساعةِ فسأله الوجود يا أيها الإنسان العظيم من منكم بريءٍ في تدمير السماء والأرض والبحر عبر كل العصور؟

فبقى الإنسان صامتاً ومصدوماً بعد ما هَزَتهُ الحقيقة وكُشِفَ أمره وتَعَرى داخله، فظهر كوحشٍ ضار لا يعشق سوى نَفسِهِ وهواها، وضَلَ بعيداً جداً حتى جاب كل حدود الضلال، وبقي وحيداً في عذابه الذي صنعه بكل ما يملك من قوةٍ لنفسه، فأغلق عَينيه و فاهه و أذنيه حتى نسى طبيعته التي بُنيَ عليها وهي فعل الخير بلا نهايةٍ ولا شكوك، كغيره من الموجودات في هذا الكون العظيم.

لكن إلى متى سيبقى الإنسان هكذا، خادعاً لنفسه وعابداً لهواها، وعبداً لأوهامه حتى ظَنَ بأنه الآهٍ مجيد؟

 حتى جاء هذا اليوم العزيز، ليرَى الإنسان فيه نفسه من جديد، ليستطيع عَبر عين الحقيقة تغير هذا المصير. في روايةٍ وجدت لكي تبقى لنا كمنارةً خالدةً في الظلام إلى آخر الدهر، كدواءٍ لكل داء وكراشدٍ لنا من كل ضلال. وجِدُت لتجعل من كل وهم غير مرئي عذبنا به أنفسنا وغيرنا إلى دواءٍ مرئي ننقذ به انفسنا وأحبائنا من كل الويلات إلى الأبد.

رواية خيالية تدور أحداثها عما يدور في أعماق الإنسان وعن معاركه بين الخير والشر، لكشف الحقيقة و للقضاء على الأوهام التي أنهكته اثقالها ومزقته آلامها، حتى جعلته يلعن الوجود ويتمنى الموت والرحيل من جنة السماء إلى المجهول البغيض.

رواية سوف نصبح من خلالها أكثر قدرة على التعرف على العالم الخارجي و الداخلي للإنسان. ستأخذنا إلى رحلةٍ مُشرقةٍ عابرةٍ كل الحدود، إلى رحلةٍ كنا نَحلم بها وننتظرها منذ مدة طويلة، لتقودنا عبر الخيال إلى الحقيقة لإنقاذنا من كل أنواع الظلام.